هو الصديق الذى يمكن ان تشكو له همك …..هو الرفيق الذى يمكن ان تترك له مشكلتك ليحلها كأفضل ما تكون عليها الحلول ….كلمنى منذ سنوات قليلة لا تتعدى اصابع اليد الواحدة ليبلغنى انه قد قرر الزواج …..فرحت له انا و كل افراد شلة ” الكلام الجاد” التى اسسناها ….فقد كان بعد وفاة زوجته الاولى يعيش وحيدا ….كان صديقى العزيز قد تعدى الخامسة و الخمسين و مريض بالقلب و السكر …
احتفلنا به و بها و اوصيناها خيرا به فهو الطيب ، و المؤدب ، الكريم و صفات اخرى رائعة …. وبدت هى فى الاربعين الا قليلا …لم تتزوج من قبل ، و لم تحصل على قدر كبير من التعليم و رغم همس الاصدقاء بانها ” غير مناسبة ” تمنينا لهما حياة سعيدة هادئة .
وبعد الزواج تباعدت اللقاءات و كذلك الاتصالات … وقررنا نحن الاصدقاء الا نتصل كعادتنا بعد ان تاكدنا انها لم تحبنا و انها تتعمد ابعاده عنه خاصة واننا لا نتكلم الا الكلام الجاد البعيد عن كل الهيفات …
فى العام الماضى اتصل طالبا ترشيح اسم طبيب امراض نساء و توليد … وتسألت : خيرا ؟ فرد قائلا ” زوجتى تريد انجاب طفل ” …..لم اتمالك نفسى و سالته متعجبة ” ليه ؟ ” وجاء رده ” حقها ” !! غضبت من الرد ومن سؤالى ولكننى اجبته بقسوة لم اتعهدها فى نفسى ” كسر حقها ….وماذا عن حق المولود … انت قاربت على سن الستين و هى فى الاربعين ….مين حيربيه ؟ ” ….بعدها بشهور حدثنى ليبلغنى انه اصبح ” ابو مهند ” و ضحكت قائلة ….” مرحبا بتاثير الدراما التركيه ” …..
منذ أيام قليلة ابلغنى الاصدقاء انه قد أصيب بوعكة صحية وان قلبه قد توقف ……مات صديقى قبل ان يسمع ابنه يناديه ” بابا ” ….استراح هو وترك ” مهند ” قبل ان يستطيع التعرف على ملامح وجه ابيه .