الاشخاص الذين يتجاهلون ما للجوانب الروحية والدينية من تأثير فى الحياة يخسرون وسيلة من وسائل التأمل الفطرية التى تجعلهم اكثر هدوءا واسترخاء فيها فقد ظهرت دراسات تؤكد ان الصلاة والتسبيح من وسائل التأمل الفائقة النجاح فى القضاء على التوتر ومن ثم ظهرت المدارس النفسية التى ابتكرت اساليب للعلاج النفسى الذاتى التى تساعد الشخص على ازالة المؤثرات التى تهدد صحته النفسية
.. استطاع الدكتور رامز طه محمد المحلل والاستشارى النفسى اجراء دراسات مماثلة للدراسات الغربية بعد ان تأكد من قوة الحس الدينى لدى الانسان العربى ولجوء الكثير من الناس الى الدين بدون توجيه من احد فى لحظات الشدة والالم النفسى وبدأ الباحث بسلسلة من الدراسات والتجارب العملية للاستفادة من القرأن الكريم فى علاج عدة امراض ومشاكل نفسية كالوسواس القهرى والقلق وغيره وكانت النتائج فى 80% من الحالات تفوق نتائج العلاج النفسى بأساليب المدارس الغربية ..
يستهدف الدكتور طه فى دراسته (العلاج الذاتى بالقرآن )تخليصه من الدجل والشعوذة بمجموعة من اساليب العلاج النفسى الذاتى وذلك بعد ان لاحظ من خلال ممارسته الاكلينكية الطويلة ان بعض المرضى الذين يعالجون انفسهم ذاتيا بقراءة القرأن بعمق وخشوع وتأمل لمعانيه ينجحون فى خفض نسبة توترهم والتغلب على مشاعر الخوف والقلق والوساوس التى تشغل اذهانهم ..اجرى الباحث دراسته على عينة عشوائية من مرضى الاكتئاب مكونة من 58 مريضا تم اختيارهم على مدار اربع سنوات ودون معايير ترشحهم للعلاج وتم علاج عينة اخرى بالأساليب العادية وقد اتيح لافراد العينة الأولى استخدام واحد من ثلاثة اساليب ومنها اسلوب التأمل بذكر الله للسيطرة على الأفكار السلبية وايقاف شريط الذكريات الانهزامية الهدامة فور ظهورها فى حيز الوعى وخطوات علاج (التأمل بذكر الله) يجرى ممارسته فى مكان هادئ خال من المؤثرات المشتتة للانتباه يجلس فيه الشخص على مقعد مريح منتصب الظهر فى درجة حرارة معتدلة ولا بأس من اطلاق بخور خفيف ليضفى على المكان قدسية وسكون ويبدأ الشخص فى اغلاق عينيه فى اتجاه واحد ويحاول جاهدا منع عقله من الشرود والتفكير ويحافظ على جسده مسترخيا وانفاسه منتظمة ثم يبدأ فى التركيز فى ذكر الله بذكر ايت قصيرة او تسابيح من التى اعتاد ترديدها بعمق بحيث يتردد اصداءها فى كل كيانه ويشبع عقله بها ويطرد الافكار السلبية من ذهنه مستعينا بالاستغراق فى الايات والتسابيح ومعانيها ويستمر هذا التدريب من عشر الى ثلاثين دقيقة ثم يقوم الشخص بتسجيل ساعة وتاريخ الانفعال والتوتر ونوعه قبل التأمل بذكر الله ومدة التأمل ويضع درجة التحسن وانخفاض التوتر من من صفر الى عشرة واخيرا يحذر الباحث من التطرف والمغالاة فى النواحى الدينية وعقائدها حيث ثبت بما لايدعو للشك الاثر السلبى للتعصب والتطرف على تفكير الانسان وسلامة عملياته.