لا تصدقى كل ما تسمعيه عن جراحات التجميل ولا نصف ما ينصحك به الطبيب المختص.. فهذا النوع من الجراحات لا يخضع لرؤيتك للشكل الذى تريدين الظهور به
وإنما لها ضوابط وشروط صارمة حتى تكون ناجحة، فليس كل ما ترغبين فى تعديله قابل للتجميل، وإذا كان كل ما ستتكلفينه حفنه من الجنيهات، فسوف تعانين فى المقابل من آثار جانبية خطيرة أصابت غالبية من سبقوك ووقعن تحت أيدى أطباء تجميل يفعلن لكل باحثة عن الجمال ما تريده أيا كان وليس ما تحتاج إليه..
فمنهن من أصيبت بأمراض عضوية خطيرة، ومنهن من فارقت الحياة فى غرفة العمليات أو بعدها مباشرة، وأخريات أصابهن أمراض نفسية وتدفعهن الرغبة للانتحار!
السطور السابقة ليست دعوة لهجر عيادة التجميل فلسنا فى خصومة مع المتخصصين فيها.. وإنما هى دعوة لكيفية الاستفادة الحقيقية من التقدم العلمى فى هذا المجال، والعودة بعمليات التجميل من حالة الهوس غير المبرر بها..
إلى كيفية الاستفادة الحقيقية منها دون أن تصيبنا أثارها الجانبية، فلم تكن هناء تعلم بما ينظرها من جراء عدم رضاها عن شكل أنفها، وأن هذا الشعور سيتحول إلى عدم ثقة بالنفس، خصوصا وأنها حين تنظر إلى المرآة لا ترى من ملامحها الحسنة سوى هذا الأنف الذى يقول عنه رفاقها إن حجمه لا يتناسب وملامح وجهها الناعمة!
قررت هناء إجراء عملية تجميل لأنفها وحددت للطبيب المختص الشكل الذى تريده: إنه أنف الممثلة العالمية فائقة الجمال “نيكول كيدمان” وراح خيال هناء يرسم لها شكل وجهها مع الأنف الجديد..
لكن الخيال شئ وحدود القدرة على إعادة التشكيل شئ آخر، فبعد العملية لم يرق لهناء الشكل الجديد لوجهها بعد النيولوك!..
إذ أخبرتها صديقاتها أن الأنف الجديد رغم جماله لا يتناسب مع الشفاه الصغيرة ولذا لجأت هناء مرة أخرى إلى الطبيب والذى نصحها بأن يجرى العملية فى الشفاه كى تصبح ممتلئة وأغراها بأنه قادر على أن يجعلها أشبه بشفاه المطربة اللبنانية نانسى عجرم.
وعلى الرغم من موافقتها ونجاح العملية فإنها ترددت عليه مرة أخرى بعد أن رأت أن وجنتيها لا تتناسب مع الأنف والشفاه الجديدتين ومن جراحة لأخرى ووجدت نفسها تغرق فى خيبة أمل كبيرة قادتها إلى تكرار العمليات من دون الوصول إلى النتيجة التى ترضيها وتصالحها مع شكلها الذى باتت لا تعرفه.
بعد أن تحولت إلى شخصية أخرى تشعر فى كل مرة تنظر خلالها فى المرآة بحالة من الغربة أمامها مما أدى إلى تدهور حالتها النفسية حتى باتت ترفض الخروج من البيت إلى أن فوجئت أسرتها بها جثة هامدة بعد أن سقطت من الدور السابع على الأرض فتحطمت عظامها بقسوة وماتت فى الحال وكشفت تحقيقات نيابة الجيزة أنه حادث انتحار وأن هناء راحت ضحية الجرى وراء حلم الجمال المثالى!
حلم القوام المثالى
تحذيرات كثيرة أطلقتها خبراء الصحة أخيرا من خطورة حالة الهوس والاندفاع بلا وعى التى تجتاح العالم وراء حلم القوام المثالى وخصوصا من قبل بنات حواء حيث بات من المعتاد يوميا أن نشاهد ونقرأ فى وسائل الإعلام المختلفة عن ضحايا لأعلانات جذابة من نوعية “حققى حلمك خلال عشرة أيام فقط..
حبوب رادعة للشهية.. عقاقير تذوب الشحوم.. تخلصى من الوزن الزائد من دون ريجيم.. نضمن لك تحقيق حلم الوصول إلى الجمال المثالى من خلال خبراء متخصصين فى شفط الدهون وتجميل الأنف والصدر والمؤخرة وإزالة حب الشباب”.
كثيرة هى الإعلانات التى تحاصرنا ليل نهار وتلقى إقبالا كبيرا من النساء، وعلى الرغم من تحقيقها لنتائج ايجابية فى بعض الحالات إلا فإن هناك جوانب أخرى خطيرة باتت تتعرض لها المرأة نتيجة ما قد تنطوى عليها المحاولات المستميته لتحقيق الجمال المنشود.
فهناك واقعة “وفاء” التى أرادت اختصار الطريق إلى الرشاقة من دون عناء الريجيم والامتناع عن تناول الحلويات، فلجأت إلى أسلوب الحبوب الرادعة للشهية..
فكانت النتيجة أوجاع معوية مبرحة وانهيار وإغماء ما استوجب نقلها إلى المستشفى فى حاله خطيرة وخضوعها لعلاج مكثف على مدى خمسة أسابيع نتيجة الآثار الجانبية الوخيمة التى خلفتها تلك الحبوب على الكبد والجهاز الهضمى.
مستحضرات مغشوشة
وهناك نوعيه أخرى من المخاطر باتت تعلن عن نفسها بقوة فى ساحة الهوس بالتجميل والتى تتمثل فى مستحضرات التجميل المغشوشة التى يعج بها السوق نتيجة لفساد ذمم التجار.
وهو الأمر الذى بات ملفتا للنظر وواقعا مريرا لاسيما بعد أن شهدت المجتمع أخيرا العديد من الحوادث التى ذهب ضحيتها أبرياء بعد استعمالهم لمستحضرات تجميل مصنعه من مواد محرمة دوليا لخطورتها على الصحة العامة مثل الرصاص والصبغات الكيميائية التى تسبب السرطان.
وهو ما دفع بالنائب محسن راضى إلى إثارة الأمر أخيرا تحت قبة البرلمان المصرى على خلفية قيام بعض المستوردين بتهريب منتجات ملوثة ومغشوشة إلى داخل البلاد، عبارة عن أدوات تجميل وصبغات شعر وكريمات للبشرة والشامبو والعطور التى تحتوى على نسب عالية من الكحول مما يسبب سرطان الجلد.
وأشار راضى إلى أن هذه المستحضرات تؤدى إلى الالتهابات الشديدة والتشوهات فى البشرة، هذا بالإضافة إلى احتواء المساحيق على مواد كيميائية سامة تؤدى إلى سد فتحات الوجه.
واستشهد راضى بأبحاث طبية عدة صادرة عن منظمة الصحة العالمية ومركز البحوث بالقاهرة تفيد جميعها أن هذه الكيماويات يمتصها الجلد وتؤثر على أجهزة الجسم، خصوصا الكبد والكليتين، حيث إنه بتحليل مكونات هذه المستحضرات تم الكشف عن أنسجة حيوانات نافقة تدخل فى تركيبات هذه المستحضرات.
حياة جديدة
وعلى الرغم من خطورة مستحضرات وجراحات التجميل، فإن هناك من يرى فى جراحات التجميل ضرورة عصرية منهم شهيرة عبد الصادق “36 سنة” والتى ترى أن عمليات التجميل لم تعد بهدف تغيير الملامح إلى الأفضل فحسب، وإنما لعلاج مشكلات نفسية واجتماعية فى المقام الأول وفى هذه الحالة لا تعتبر ترفا إذا أجريت بضوابط ومحاذير.
وأكدت أن جراحة التجميل هدفها الأسمى يتمثل فى بناء حياة جديدة لمن يتعرضوا لإصابات عمل أو حروق أو أورام سرطانية كانت سببا فى خلق مشكلات عضوية ونفسية لهم وغير ذلك لا يجب أن ينساق الإنسان وراء وهم الجمال المثالى.
وأشارت إلى أن إحدى صديقاتها أجرت عملية حقن للشفاه وعلى الرغم من النتائج الباهرة التى اضافت لجمالها الكثير فإنها تعرضت لأزمة نفسية حادة بعد فترة عندما وجدت أنه سرعان ما عادت الأمور إلى وضعها السابق فى أقل من عام.
جمال الروح وفى المقابل ترى ريهام حسن- تعمل بالعلاقات العامة بإحدى الشركات الاستثمارية – إن انتشار العمليات التجميلية جزء لا يتجزأ من العولمة والانفتاح على العالم وواقع لا يمكن الهروب منه.
لاسيما ونحن نعيش زمن الفضائيات والانترنت وسيل جارف من الإعلانات تحاصرنا ليل نهار ووعود كثيرة بأن تصبح الفتاة نسخة أخرى من هيفاء وهبى أو نانسى عجرم، ومع هذا ترفض ريهام قطعيا استعدادها لتجربة مثل تلك العمليات.
لا لارتفاع كلفتها وإنما لإيمانها بأن الجمال هو جمال الروح وأن مثل هذه العمليات لم توجد إلا لحالات الضرورة الماسة لعلاج التشوهات والأمراض التى تؤثر على ملامح الوجه.
واضافت قائلة: ما الذى يدفعنى إلى خوض تجربة لا أعرف عواقبها طالما أننى أعيش حالة من الرضا النفسى والتوافق مع هيئتى التى خلقنى الله عليها.
تشوهات خلقية
د. خالد عبد الله، أستاذ بكلية طب الزقازيق يرى أن جراحات التجميل ليست نقمة كما قد يتبادر إلى ذهن بعض الناس، فهى مفيدة للغاية ومهمة جدا إذا كانت بغرض تحسين وظائف عضو بجسد الإنسان أو تحسين هيئته إذا كان قد أصابه خلل نتيجة لتشوهات خلقية أو مرض أو حادث أصاب الإنسان، واستمراره على حالته يسبب له ضغوطا نفسية عدة.
ولذا فجراحة التجميل هنا واجبة بشرط أن تكون بمعرفة طبيب متخصص ولكن المشكلة أن هناك من أساء لتلك النوعيات من العمليات الجراحية من أناس ليسوا بمتخصصين، ودخلوا هذا المجال طمعا فى ارباحه الكبيرة واستثمار لحالة الهوس الكبيرة التى أصابت قطاعا لا بأس به من المواطنين ليس فى مصر وحدها وإنما فى جميع انحاء العالم.
ويضيف دكتور خالد أن كثيرا من الناس لا تعرف أن هناك فرقا بين مركز تجميل وجراحى تجميل، فليس كل من يعمل فى تلك المراكز جراحى تجميل المسألة أصبحت “فهلوة” وشطارة وهذه المراكز أسلوب عملها أن تلبى للسيدة ما تريد وليس ما تحتاجه ولذلك فإنهم يلعبون فى مساحة لا نقبلها نحن كجراحين.
فما أن تأتى لى سيدة شكلها طبيعى ومتناسق لتطلب من تكبير أو تصغير منطقة معينه من جسدها، فأنا لا يمكن أن أقبل هذا وأحاول إقناعها بأنها لا تحتاج فعلا لهذا التكبير، فالمسألة ليست صدر ممثلة أو شفاه مطربة، السؤال الأساسى هو هل تحتاج المرأة لهذه العملية أم لا؟
ضوابط أخلاقية
ويشير د. خالد إلى أنه ليست هناك ضوابط أخلاقية لعمليات التجميل سوى ضمير الجراح نفسه، فالبعض يعتبرها فى إطار الحرية الشخصية، على اعتبار أن تغيير الشكل هو أمر خاص بصاحبه.
لكن هذا حق يراد به باطل فهذه العمليات هى فى المقام الأول لتحقيق المزيد من الإثارة فى جسم المرأة، فكما يلجأ الرجال لتركيب الأجهزة التعويضية أو أقراص الفياجرا لاكتساب المزيد من الفحولة، فالنساء يبحثن عن الجمال المثير وهذا النموذج غالبا ما تقدمه لنا السينما ونجماتها.
وهم عمليات الشفط
ويتفق معه فى الرأى الدكتور أحمد كمال، أستاذ بكلية طب قصر العينى جامعة القاهرة والذى يحذرنا من مخاطر نوع آخر من جراحات التجميل والمتمثل عمليات شفط الدهون قائلا: التصور السائد الآن أن أى سيدة تستطيع أن تحصل على جسد مارلين مونرو أو شارون ستون ونيكول كيدمان بعملية شفط وهذا غير حقيقى.
فهناك قواعد علمية لإجراء مثل هذه الجراحة حتى لا تدفع المريضة حياتها ثمنا لهذا مثلما حدث بالفعل من قبل مع الفنانة سعاد نصر فمثلا لا يصح بأى حال من الأحوال شفط أكثر من 6 لترات من الدهون فى العملية الواحدة لأن هذه الدهون خليط من الدهون والدماء وبالتالى.
فنحن نسحب من دماء السيدة وما نسمعه عن أن البعض يشفط 12 أو 14 لترا، هذا كلام خطير وما يبيعه هؤلاء للنساء من خلال وهم تشكيل أجسادهن كلام فارغ ومن المستحيل أن تتحول سيدة من كتلة كبيرة من الدهن ألى “مانيكان” فى عملية واحدة، هذه تجارة ليست إلا ولن أبالغ إذا قلت إنها أقرب لتجارة المخدرات ولا تقل عنها خطورة فكلاهما يبيع الوهم للباحثين عنه ويدمر الصحة.
ويطرق دكتور كمال إلى نمط آخر من جراحات التجميل والمتمثل فى حقن الشفاه أو نفخها بالتعبيرالدارج ويقول: أصبحت الشفاه المنتفخة موضة الآن بينما قبل سنوات كانت تجرى العملية للسيدات الكبار فى السن لتعويض انكماش الشفاه خصوصا فى الحالات التى تكون الشفاه فيها رفيعة الحجم أصلا.
أما الآن صارت موضة خصوصا بين الفتيات الصغيرات ووصلت إلى حد التطرف بحيث أصبح الفم هو أبرز عضو فى وجه الفتاة حتى بما يتنافى مع النسق العام لشكل الوجه وللأسف فإن هذه الموضة وجدت ما يسهل ممارستها.
فبعد أن كانت تتم فى الماضى بشكل جراحى من خلال شد للشفه العليا الآن أصبحت تجرى بطرق أكثر بساطة وهى عن طريق حقن حواف الشفة بمادة الكولاجين أو حمض الهيلورميك وبذلك يزداد امتلاء الشفه وتنتفخ لكن هذه العملية تحتاج إلى إجرائها كل 6 أشهر.
لأن الكولاجين يمتصه الجسم مما يؤدى لانكماش الشفه بعد هذه الفترة، وهو ما يدفع بالمرأة إلى إجراء عملية أخرى من آن لآخر وتستمر هكذا إلى آخر العمر.
الجراحات الأكثر انتشارا
ومن جانبه يوضح الدكتور محمود عثمان أخصائى جراحة التجميل والحروق والليزر بأحد المراكز المتخصصة فى تلك النوعية من الجراحات أن أكثر العمليات التجميلية انتشارا هى عمليات تجميل الأنف تليها شفط الدهون وأقلها عمليات زرع الثدى وفيما يخص العملية التكميلية فأكثرها التشوهات الخلقية والحروق.
وأضاف أن الطب التجميلى فى مصر متطور ويقارب نظيرة فى أوروبا وأمريكا وتطوره يقف عند حدود الدين والعادات والتقاليد، ويؤكد أن أى جراحة تجرى على الجسم البشرى هى عمل طبى يقبل النجاح والفشل وهو ما ينطبق على جراحة التجميل أيضا.
فهى الأخرى تقبل النجاح والفشل ولذا فإن نجاح عملية معينة على يد جراح معين لا تعنى بالضرورة بأنها ستنجح مع مريض آخر، والعكس صحيح ذلك أن لكل جسم بشرى خصوصياته وإن توحدت طريقة العمل الجراحى فى جميع الأحوال.
قد تكون النتيجة مختلفة من شخص غلى آخر والاستجابة هذه تتأثر بالكثير من المواصفات الجسمية والعادات الصحية.
ويؤكد دكتور محمود أن للمريض دورا مهما فى نجاح العملية لاسيما فى المرحلة التى تعقب إجراء الجراحة من حيث الالتزام بنوع وكمية الحركة المسموح بها بدقة بضرورة مصارحة الطبيب بأية تفاصيل أو متغيرات تطرأ على حالة الجسد.
برامج التليفزيون
ومن جانبها ترى الدكتورة عزة كريم أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية بالقاهرة أن المجتمع العربى من المحيط للخليج لم يحسن حتى الآن التعامل الصحيح مع عمليات التجميل لتنحصر رؤيته حيال ذلك فيما يراه فى برامج التليفزيون التى تعكس صورة تتنافى مع معتقداتنا الشرقية وديننا الحنيف من جهة.
وتبالغ فى النتائج من جهة أخرى، مفسرة ذلك بأن الإعلام يصور العمليات التجميلية على أنها نوع من الاستنساخ أو إعادة التشكيل وفق رغبة المريض، الأمر الذى ينافى الشرع، وتستطرد قائلة: المسألة تجاوزت الحدود لتصل إلى ما يسمى بأنماط الجمال كتشكيل شفتى نانسى عجرم أو جسم هيفاء وهبى مما خلق نوعا من النفور تارة من تلك العمليات أو أداءها بسرية وتكتم حتى بين أوساط مجالس السيدات أنفسهن.
وأشارت إلى أن ارتداء العدسات، وإزالة الشعر الموجود فى وجه الفتيات وشفط الدهون باستخدام العقاقير أو برامج الريجيم الدارجة باتت أمورا طبيعية وعادية تمارسها معظم الفتيات وغالبية الشباب فى المجتمع بعد أن كانت أمورا غير واردة سوى فى التليفزيون الأمر الذى من شأنه أن يكون بداية بديهيه وطبيعية لانتشار وتقبل العمليات التجميلية الأكثر تعقيدا.
المؤهل العلمى
وترى الدكتورة عزة أن للمدارس والجامعات واحاديث المجالس دورا كبيرا فى تشكيل فكرة الشباب عن العمليات التجميلية فضلا عن الفضائيات التى تنال نصيب الأسد فى ذلك متوقعة بدورها استمرار تزايد المترددين على مراكز عمليات التجميل، وتضيف أن المواطن البسيط لا يرى فى العمليات التجميلية سوى ما هو متعارف عليه متغافلا وجود عمليات تجميل علاجية بالدرجة الأولى اكثر من كونها تحسين مظهر.
وتناشدعزة المعنيين بالصحة فى أجهزة الدولة المختلفة ضرورة حماية المجتمع من الساعين وراء الربح السريع باسم الطب والحد من التساهل فى إعطاء التراخيص لمراكز التجميل من دون مراجعة المؤهل العلمى والإمكانيات الطبية من معامل وأجهزة حديثة ولاسيما بعد انتشار إعلانات المراكز الصحية مجهولة الهوية فى وسائل الإعلام المختلفة.
تشوه خلقى
وفى المقابل يرى الدكتور هاشم بحرى استاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر أن جراحات التجميل، لم تعد ترفا، لاسيما وانها تترك أثرا كبيرا على نفسية المريض فعلى سبيل المثال يعانى بعض الناس من الاكتئاب المزمن بسبب تشوه خلقى وقد يؤدى به إلى الانطواء والانزواء، وفى هذه الحالة تعتبر جراحة التجميل هى العلاج النفسى الناجح لذلك المريض، فما إن يرضى المريض عن ذاته يزيد إقباله على الحياة.
وخصوصا فى حالات استئصال الثدى على سبيل المثال مما يؤثر بالسلب على المرأة، وتلك الجراحة تعيد إليها الثقة بنفسها. ويؤكد أن هناك بعضا من الشخصيات المهتزة نتيجة لفقدان الثقة بالنفس تقدم على إجراء تعديلات عدة بجسدهاعلى الرغم من عدم حاجتها إليها وهم بحاجة إلى تقويم وإرشادات طبية بضرورة تقبل صورتهما الحالية
حلال شرعا.. ولكن بشروط
ويرى الدكتور عبد المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية ووكيل للجنة الدينية بالبرلمان المصرى أن فقهاء الإسلام قد قاموا بتصنيف جراحات التجميل إلى نوعين الأول علاجى لإصلاح خلل طارئ مثل التشوه نتيجة الحروق وهو ما لا يشك عاقل فى مشروعيته والنوع الآخر يغلب عليه التجميل مثل إزالة إصبع زائدة.
والأصل فيه الإباحه لكن يحظر كل مايقصد التغرير والتدليس والإغراء والفتنة؛ مثل شد الوجه للعجوز لتبدو شابه.
– العمليات التجميلية جزءا لا يتجزأ من العولمة والانفتاح على العالم واقع لا يمكن الهروب منه
– الكيماويات المستخدمة فى بعض مستحضرات التجميل مغشوشة وضعاف النفوس أساءوا للمهنة أمام إغراء المال
– ليست هناك ضوابط أخلاقية لعمليات التجميل سوى الجراح نفسه
الهند مهد جراحة التجميل
ترجع نشأة جراحة التجميل فى العالم إلى الطبيب الهندى سوسروثا الذى قام بأول عملية لترقيع الجلد فى القرن الثامن قبل الميلاد، واستمر استخدام هذه التقنيات حتى أواخر القرن الثامن قبل الميلاد.
واستمر استخدام هذه التقنيات حتى أواخر القرن الثامن عشر ويعد الأمريكى “أرشيبالد ماكيند” وهو مؤسس جراحة التجميل الحديثة وذلك فى أثناء الحرب العالمية الثانية حينما وضع العديد من التقنيات الحديثة لتعويض الجرحى لاسيما لمن عانوا من الحروق الشديدة فى الوجه